العدوان الاسرائيلي على غزة | تهديدات نتنياهو وبينت وكاتس والحالة الميدانية تحسم الصراع
لم يكف الاحتلال عن تهديداته المتواصلة، بالرغم من اعلان الرئيس الأمركي خطة ترامب، في نهاية شهر كانون الثاني / يناير الماضي، وتصدر نتنياهو اليمين الاسرائيلي واغداقهم بالتصريحات المتتالية في كل مستوطنة أقيمت على الأراضي الفلسطيني، بأنه سيطبق ما أعلنه ترامب ترامب من فرض سيادة للاحتلال على المستوطنات وغور الأردن، والقدس عاصمة الدولة الفلسطينية بأكملها، إلا أنه عاود التهديدات للمقاومة الفلسطينية بين الحين والآخر، فلم تمر ليلة واحدة إلا واستهدفت فيها طائرات الاحتلال مواقع للمقاومة الفلسطينية بمزاعم اطلاق الصواريخ من غزة، وأخر هذه التصريحات كان لوزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس الذي أكد فيها أن لا توجد حصانة لأي شخص في غزة من الاستهداف، إضافة إلى ما هدد به نتنياهو، "سنفعل ما هو ضروري لهزيمة حماس والجهاد الاسلامي"، فهل اقتربت الحرب على غزة؟.
ورأى الباحث في مركز دراسات الشأن الاسرائيلي، د. سعيد عبد الواحد أن تهديدات الاحتلال بالتصعيد في قطاع غزة، حتى اللحظة لم ترتقي لسقف الاستهلاك الاعلامي والدعاية الانتخابية الذي يتناوب عليها قادة الأحلاف للأحزاب الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، وبيني غانتس، فكلاهما وصا إلى نتائج متساوية في انتخابات الكنيست السابقة والتي قبلها، ويتنازعان على قيادة حكومة الاحتلال في الانتخابات المقبلة، ولم يمتلكا سوى التلاعب بالكلمات والألفاظ لحشد المزيد من الأنصار كلُ لصالح حزبه.
وأوضح في تحليل أن نتنياهو يعتبر نفسه الأوفر حظًا ويقدم نفسه على أنه البطل القومي للاحتلال الاسرائيلي الذي استطاع أن يحصل من الولايات المتحدة الأميركية بجرة قلم على شرعنة المستوطنات وفرض السيادة عليها بالاضافة إلى غور الاردن والجولان، والسيطرة الكاملة والتامة على عاصمة الدولة الفلسطينية القدس الشريف، ليس من أجل مكاسب قومية بقدر ما هي أدوات يحافظ من خلالها على ابقائه رهن الحصانة من أن يقاد إلى السجن بتهم الخيانة والاختلاس، والحصول على الأموال بطرق غير مشروعة.
وبالرغم من رأيه حول التقليل من حدة التهديدات الاسرائيلية إلا أنه شدد على أن الحذر من الاحتلال أمر مطلوب، مشيرًا إلى أن تهديد نتنياهو مساء اليوم لحركتي الجهاد الاسلامي وحماس يجب أن يؤخذ على محمل الجد، لاسيما وأن الاحتلال غدر بالاتفاقيات أكثر من مرة وكان آخرها العملية التي تم فيها اغتيال القيادي في سرايا القدس، بهاء أبو العطا، بصاروخ وهو آمن في منزله، بالرغم من الاتفاق على هدنة بين الطرفين وبرعاية مصرية وأممية.
وأشار إلى أن تهديدات وزير خارجية الاحتلال، يسرائيل كاتس، وهو عضو بارز في المجلس الوزاري المصغر في دولة الاحتلال للشؤون الأمنية والسياسية، وتحديده حرفيا، أن لا توجد حصانة لأي شخص في غزة من الاستهداف، يستدعي الوقوف أماه وأخذ المزيد من الحيطة والحذر، موضحًا أن لا أحد يامن مكر الاحتلال، وغدره، وفيما سلف أوضحنا ذلك.
