اللقاح الروسي ضد فيروس كورونا يتصدر السخرية والانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي
كيف نقلت وسائل الإعلام أخبار اللقاح داخل روسيا؟
كتبت أولغا روبنسون من فريق بي بي سي لتقصي الحقائق ما يلي:
قُدمت أخبار إنتاج لقاح محلياً في وسائل الإعلام الحكومية الروسية على أنها خرق وتقدم كبير في مجال مكافحة فيروس كورونا.
وسلطت التقارير التي بُثّت على التلفزيون العام الرسمي، الضوء على ما وصفته بسلامة "الاختراع الروسي" ووركزت على تعليقات تشبّه هذا الإنجاز بوضع الاتحاد السوفيتي سبوتنيك (أول قمر اصطناعي) في مداره في الفضاء.
كما أشارت القنوات التلفزيونية الحكومية إلى شكوك دول الغرب بشأن عدم وجود اختبارات كافية لفعالية وسلامة اللقاح. لكنها سرعان ما رفضت هذه المخاوف ووصمتها بأنها "غيرة" و "هجمات إعلامية" على روسيا.
وتذكرنا التقارير المتفائلة هذا الأسبوع بتغطية الكرملين الإعلامية للقاح الإيبولا الروسي في أوائل عام 2016.
وبعد ذلك، قدم التلفزيون الحكومي تسجيل اللقاح في روسيا على أنه انتصار للعلوم الصيدلانية الروسية، مؤكدا أنه "أكثر فعالية بعدة أضعاف" من أي لقاح أجنبي، ولكن من دون تقديم أي دليل.
انتقاد شركات الأدوية الكبرى
نسب أحد المنشورات الإيطالية اقتباساً مثيراً للجدل للرئيس بوتين، لكن لا يبدو أن هناك وسائل إعلام أخرى تداولت ذلك بما في ذلك القنوات الروسية.
وتقول الصورة التي ضمت التعليق وتم الإعجاب بها والتعليق عليها ومشاركتها أكثر من 35 ألف مرة على فيسبوك: "طلبت منا شركات الأدوية تأجيل إطلاق اللقاح! الأمر لا يتعلق بالاقتصاد، فروسيا لا تفكر في المال عندما يتعلق الأمر بأرواح الملايين من الناس".
قد يكون الاقتباس عبارة عن ترجمة خاطئة لمنشور مماثل من صفحة المعجبين ببوتين التي اطلعنا عليها سابقاً، ويحتوي المنشور على نفس الانتقادات لشركات الأدوية والثناء على القيم الروسية.
ولكن، كما تم تحديده سابقاً، فإن حساب المعجبين هذا ليس لبوتين، ولم يتم تداول هذه التصريحات في أي مكان آخر.
ويظهر كلا المنشورين انتقادات لخطط روسيا إقرار استعمال اللقاح مبكرا بوصفها مدفوعة من شركات الأدوية المتعطشة للأرباح.
ويتجاهل ذلك أكبر المخاوف الأكبر التي أبداها العلماء بشأن الطرح المبكر للقاح الروسي، المتعلقة بنقص النتائج المنشورة عن التجارب الروسية للقاح حتى الآن، بما في ذلك البيانات المتعلقة بالسلامة.
واختارت منشورات أخرى التركيز على ابنة الرئيس بوتين، التي قيل أنها طعمت باللقاح.
لكن بوتين لم يحدد أي واحدة من بناته تلقت التطعيم باللقاح، وقال إن الآثار الجانبية الوحيدة التي عانت منها هي ارتفاع طفيف في درجة الحرارة لفترة وجيزة.
وتم تداول مقطع فيديو في الهند مرفقا بمزاعم، ويُظهر ابنة الرئيس بوتين وهي تتلقى اللقاح.
والواقع، أن اللقطات هي كانت لإحدى المشاركات في تجربة اللقاح الروسية، وقد عُرّفت في التغطية الإعلامية الروسية بأنها طالبة في أكاديمية طبية عسكرية وليست ابنة الرئيس بوتين.
